انتخابات البوندستاغ 2021

أفضت انتخاباتُ البوندستاغ المنعقدة في 26 سبتمبر/أيلول 2021 إلى تغييرٍ في الحكومة: توافقت أحزابُ الديمقراطي الاجتماعي، وتحالف 90/الخضر، والديمقراطي الحر على تشكيل الحكومة الاتحادية معًا لأول مرة. ووقع الاختيار في ديسمبر/كانون الأول 2021 على الديمقراطيّ الاجتماعيّ أولاف شولتس لشغلْ منصب المستشار الاتحاديّ. وانتهت بذلك فترة ولاية سياسيّة الاتحاد الديمقراطي المسيحي أنجيلا ميركل، التي حكمت ألمانيا من قبلُ لمدة 16 عامًا كمستشارة.

يعتبر الائتلاف المُشكَّل من الأحزاب الثلاثة سابقةً في تاريخ ألمانيا؛ إذ لم تشهد العقودُ المنصرمة تقريبًا إلا حكمَ تحالفاتٍ مكوَّنةٍ من شريكين سياسيين اثنين فقط. وتشكَّلت الحكومةُ قُبيل التغيير من الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU) والاتحاد الاجتماعي المسيحي (CSU) من بافاريا والمتكتلين معًا تحت قبة البوندستاغ كاتحاد، بالاشتراك مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني (SPD). لكن نتيجة انتخابات البوندستاغ لم تسمح بتشكيل مثل هذه الائتلافات الثنائية الكلاسيكية، لذلك انعقدت أواصرُ التحالف الجديد بين الأحزاب الثلاثة.

يُشكِّل اتفاقُ التحالف أساسَ العمل الحكوميّ تحت شعار "التجرؤ على إحراز المزيد من التقدُّم". وتستند الحكومةُ في سياستها الخارجية على ركيزةٍ أساسية مُعتمَدة: الانتماءُ إلى الاتحاد الأوروبيّ، والصداقةُ مع فرنسا، والشراكةُ مع الولايات المتحدة الأمريكية، والعملُ من أجل السلام والتفاهم في العالم. ويعتمد هذا النهج متعدد الجوانب كذلك على دعم الأمم المتحدة على المستوى السياسيّ والماليّ وبالموارد البشرية. وبالإضافة إلى ذلك، يطمح الائتلافُ الحكوميُّ أن يكون رائدًا في مجال حماية المناخ. لذا يُفترض أن تستقي ألمانيا 80 في المائة من كهربائها من مصادر متجددة بحلول العام 2030، وعلى الصعيد الدوليّ تسعى الحكومةُ الاتحادية إلى دفع عجلة تحوُّل الطاقة بطرقٍ عدة، من بينها اتفاقيات التعاون في مجال المناخ. وثمة مشروعٌ محوريٌّ آخر على طاولة الحكومة، ألا وهو تحديث قانون الهجرة. تحديثٌ يُفترض به أن يجذبَ المزيد من الكوادر الفنية المتخصصة من الخارج للانخراط في سوق العمل الألمانية.

حقق الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني (SPD) الفوزَ في انتخابات البوندستاغ المنعقدة في 26 سبتمبر/أيلول 2021. وقد تحصَّل على 25.7 في المائة من إجماليّ الأصوات، متفوقًا بفارقٍ بسيط عن الائتلاف المنعقد بين الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU) والاتحاد الاجتماعي المسيحي في بافاريا (CSU)، الذي صوَّت له 24.1 في المائة من الناخبين. وشهد البوندستاغ الجديد كذلك تمثيلَ تحالف 90/الخُضر (14.8 في المائة)، والحزب الديمقراطي الحر بنسبة أصوات بلغت 11.5 في المائة، وحزب البديل من أجل ألمانيا حاصدًا 10.3 في المائة.

يُنتخَب البوندستاغ الألمانيّ كل أربع سنوات، حسبما يُقر ويُملي القانونُ الأساسي. وقد دُعي إلى انتخاب البوندستاغ الألمانيّ العشرين 61.2 مليون ناخبٍ. أدلى 46.9 مليون ناخبٍ بأصواتهم لاختيار حزبٍ ما، وهذا يعادل نسبة مشاركة تبلغُ 76.6 في المائة. وكانت المشاركة في انتخابات العام 2017 أقلَ بعض الشيء بنسبةٍ بلغت 76.2 في المائة. أدلى نصفُ الناخبين (47.3 في المائة) تقريبًا بأصواتهم عبر البريد. ومثَّلت تلك النسبة المشاركةَ الأعلى عبر الاقتراع بالبريد في تاريخ جمهورية ألمانيا الاتحادية.

والتحق بركب الانتخابات 54 حزبًا، أوفوا بالاشتراطات اللازمة للمشاركة. شارك منها فعليًا 47.

يُنتخَب البوندستاغ وفقًا لمبدأ الانتخاب النسبيّ المُخصَّص. يحظى الناخبون بصوتين: ينتخبون بالصوت الأول مُرشَّحًا من دائرتهم الانتخابية. ويدعمون بالصوت الثاني قائمةَ حزبٍ ما. وفيها تُحدِّد الأحزابُ من تريدُ إرساله لتمثيلها في البوندستاغ. وكي يتسنى لها الدخولُ إلى البرلمان، يجب أن تتحصَّل الأحزابُ على خمسةٍ في المائة على الأقل من الأصوات الثانية ("عتبة الخمسة في المائة"). وكذلك عندما يفوز حزبٌ ما بعضوياتٍ برلمانية مباشرة في ثلاث دوائر انتخابية أو أكثر، ويحصل مُرشَّحُها هناك كذلك على غالبية الأصوات الأولى، يحقُ لها إيفادُ نوابٍ عنها إلى البوندستاغ.