Skip to main content
السياسة الخارجية

كيف تقدم ألمانيا المساعدات الإنسانية؟

تقدم ألمانيا المساعدات لضحايا الأزمات والنزاعات والكوارث الطبيعية، دون النظر إلى الأسباب التي أدت إلى وقوعهم ضحية الحاجة.
مساعدات إنسانية
الحكومة الألمانية الاتحادية تقدم المساعدات للمحتاجين والضحايا في أنحاء العالم.
© AktionDeutschlandHilft/ThorstenThor

كيف تترسخ حقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية في السياسة الألمانية؟

في 1998 استحدثت وزارة الخارجية الألمانية منصب دائرة مفوض أو مفوضي الحكومة الاتحادية لسياسة حقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية. والمفوضون هم بمثابة جهات اتصال مركزية لحماية حقوق الإنسان، ويشاركون على المستوى الدولي في هيئات الاتحاد الأوروبي، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والمجلس الأوروبي، والأمم المتحدة، لكنهم يلعبون أيضًا دورًا مهمًا في إشراك المجتمع المدني في سياسة حقوق الإنسان. وهم يعملون داخليًا كمستشارين مستقلين ويشرفون على العمليات ذات الصلة على جميع مستويات الحكومة الاتحادية.

تخضع سياسة حقوق الإنسان الألمانية للمراقبة والإشراف برلمانيًا كذلك منذ العام 1998 من قِبل لجنة حقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية في البوندستاغ الألماني. وقد تأسَّس المعهد الألماني لحقوق الإنسان في برلين عام 2001 كهيئة تمولها الدولة، ولكنها تتمتع باستقلالية. ويُفترض منه باعتباره مؤسسةً وطنية لحقوق الإنسان تتماشى مع مبادئ باريس الصادرة عن الأمم المتحدة، أن يساهم في تعزيز وحماية حقوق الإنسان من قبل ألمانيا في الداخل والخارج.

كيف تساعد ألمانيا الناس المحتاجين؟

تدعم الحكومة الاتحادية من خلال مساعداتها الإنسانية الأشخاصَ في جميع أنحاء العالم، الذين يعانون من عوزٍ شديد نتيجةً للكوارث الطبيعية أو النزاعات المُسلَّحة أو الأزمات والنزاعات الأخرى، أو الذين يتهددهم خطرٌ ملموس مشابه. ولا تُعد أسبابُ الحالة الطارئة ذات صلةٍ في هذا السياق. المساعدات الإنسانية هي تعبيرٌ عن المسؤولية الأخلاقية والتضامن مع الأشخاص في حالات الطوارئ. وهي تُوجَّه حسب احتياجات المحتاجين وتستند إلى المبادئ الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلالية.

تتحمَّل ألمانيا المسؤوليةَ تجاه الأشخاص المحتاجين في جميع أنحاء العالم وتبذل جهودها بشكلٍ فعَّال من أجل تعزيز ومواصلة تطوير النظام الإنساني الدوليّ. وينعكس ذلك أيضًا بشكلٍ ملموس في الالتزام المالي لدولة ألمانيا: الجمهورية الاتحادية هي ثاني أكبر دولة مانحة للمساعدات الإنسانية في العالم. وقد وصل حجم مخصصات الحكومة الاتحادية لهذه الغاية في 2024 إلى 2,25 مليار يورو. وتعمل ألمانيا بهذا الخصوص بشكل أساسي مع منظمات المساعدات التابعة للأمم المتحدة. كما تعمل ألمانيا على صياغة نظام المساعدات الإنسانية بشكل أفضل وأكثر فاعلية.

الشركاء الأهم في هذا المجال هم منظمات الأمم المتحدة والهيئة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر وغيرها من المنظمات غير الحكومية. ويُقدَّم الدعم بشكل رئيسي للتدابير في مجالات الأمن الغذائي، والصحة، وإزالة الألغام والذخائر، والمياه والصرف الصحي، والمأوى، والحماية، والوقاية من الكوارث. وتتناول العديد من المشاريع مجالات متعددة في آنٍ واحد.

من خلال «استراتيجية المساعدات الإنسانية في الخارج»، التي تم إطلاقها في أيلول/سبتمبر 2024، تهدف ألمانيا إلى ضمان استمرار فعاليتها وكفاءتها، حتى في ظل الظروف الصعبة. ورغم تزايد المسؤوليات وتناقص الموارد، لا تزال ألمانيا طرفًا محوريًا في المساعدات الدولية.