Skip to main content
الثقافة والإعلام

اقــتــصــاد الإبــداع الــنــاجـح

يشكل قطاع الإبداع واحدا من قطاعات المستقبل الواعدة المتمتعة بإمكانات هائلة. وهو يتيح الكثير من هامش الحركة وإمكانات وفرص التطور، بشكل خاص في المهن والأعمال الحرة.
Innovative Kreativwirtschaft
© Rawpixel.com/stock.adobe.com

ينتمي قطاع الثقافة والإبداع إلى أكثر القطاعات الاقتصادية ابتكارا. في ألمانيا تزداد مساهمة هذا القطاع في مجمل الأداء الاقتصادي الألماني (إجمالي القيمة المضافة) باستمرار. ففي 2018 وصلت مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي إلى 3 في المائة، متجاوزا قطاعات أخرى مهمة، مثل الصناعات الكيميائية والتزود بالطاقة والخدمات المالية. وقد  وصل حجم مبيعات قطاع الإبداع لعام 2018  في حوالي 253000 شركة، يعمل فيها 1,2 مليون إنسان، إلى حوالي 168 مليار يورو. وتسعى الحكومة الاتحادية إلى دعم قطاع اقتصاد الثقافة والإبداع بشكل خاص، وتعمل لهذه الغاية على تطوير آليات وأشكال الدعم والتمويل.

نسبة مرتفعة لأصحاب الأعمال الحرة والمستقلة

جوهر نشاطات قطاع الثقافة والإبداع يتجلى في الابتكارات الفنية والأدبية والثقافية والموسيقية والمعمارية أو في المحتوى الإبداعي للمصانع والمنتجات والخدمات. من الناحية البنيَوِيّة يعتمد القطاع بشكل أساسي على ما يزيد عن 250000 من المستقلين في العمل الحر، وعلى شركات صغيرة أو صغيرة جدا. نسبة المستقلين التي تصل إلى 21,5 في المائة تعتبر مرتفعة بشكل غير معتاد. وهي غالبا ما تكون غير قائمة على الربحية (متاحف مسارح، أوركسترا) أو من القطاعات الاجتماعية (اتحادات فنية ومؤسسات). من خلال التشجيع المستمر للتأسيسات الجديدة نشأت في العديد من المدن شركات ومؤسسات جديدة، وخاصة في مجالات التصميم والبرمجة والألعاب. وبشكل خاص في قطاع البرمجة/صناعة الألعاب تبدو إمكانات القطاع الهائلة في التشابك والترابط بين مجالات الفيلم والفيديو والموسيقى والنص والصور المتحركة.  وتتربع مناطق برلين-براندنبورغ على قمة التطور، من خلال 200 شركة. لا يوجد موقع آخر يضم مثل هذه الكثافة من البنية التحتية لعالم الألعاب، بما في ذلك الجامعات والمعاهد العليا. ولكن فرانكفورت وهامبورغ ولايبزيغ وكولونيا وميونيخ تمتلك أيضا تجمعات إبداعية معتبرة.