مــوقــع عــلــمـي قــوي
تتمتع ألمانيا عالميًا بسمعة دولةٍ قوية الإبداع، ذات مشهدِ علميّ وبحثيّ واسع. وتُشكِّل الجامعات البالغ عددُها 426 الأساسَ الجوهريّ لذلك. كما تُعد الأبحاثُ الصناعيةُ ركيزةً أخرى مهمة من ركائز الموقع المعرفيّ. وتظهر قوتُها أخيرًا وليس آخرًا في حقيقة أن ألمانيا هي إحدى الدول الرائدة في العالم فيما يتعلَّق بطلبات تسجيل براءات الاختراع. وتلعب المؤسساتُ البحثية الأربعة غير الجامعية الكبرى ذات الشهرة العالمية دورا أساسيا، وهي:
- مؤسسة فراونهوفر
- مؤسسة هيلمهولتس
- مؤسسة لايبنيتس
- مؤسسة ماكس بلانك
كم تستثمر ألمانيا في العلوم والأبحاث؟
تستثمر ألمانيا بكثافة في البحث والعلوم من أجل تأمين ومواصلة تعزيز هذه القوة الإبداعية. وتندرج الجمهورية الاتحادية بالتالي ضمن مجموعة الدول الرائدة، التي تستثمر حوالي ثلاثة في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي في البحث والتطوير كل عام. ويُفترض أن ترتفع حصة الإنفاق الحكومي العام إلى 3,5 في المائة على الأقل بحلول العام 2030.
ما الذي يميز النظام التعليمي الألماني؟
يتميز نظام التعليم الألماني، حتى بعيدا عن نطاق الأبحاث المتطورة، بملاءمته التامة لاحتياجات سوق العمل وفقًا للمعايير الدولية. يحمل حوالي 80 في المائة من البالغين شهادة الثانوية العامة (Abitur) أو أكملوا تأهيلا مهنيًا، مما يضع ألمانيا في مرتبة متوسطة بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD). ويلعب نظام التأهيل المهني المزدوج، الذي يتمتع بسمعة دولية مرموقة، دورًا محوريًا في هذا النظام.
خلال السنوات الأخيرة، ازداد عدد الطلاب بشكل ملحوظ. وقد استجابت الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات لهذا الأمر بميثاق التعليم العالي 2020، الذي يُموّل توفير مقاعد دراسية جامعية إضافية. وبناءً على هذا الميثاق، يهدف «العقد المستقبلي لتعزيز الدراسات والتدريس» إلى تحسين ظروف الدراسة وجودة التدريس بشكل دائم.
ما هي التجمعات العلمية المتميزة والجامعات المتميزة في ألمانيا؟
استراتيجية التميز تضمن دعم وتشجيع البحث الجامعي رفيع المستوى. حيث يتم تقديم تمويل إضافي لتجمعات التميز في مجالات بحثية محددة، وكذلك لجامعات التميز، المعترف بها دوليًا كمواقع جامعية متميزة، وتُعدّ منارات للتميز. وابتداءً من عام 2026 سوف تكون 687 مليون يورو متاحة سنويًا للبرنامج ككل.
ما هي الجامعات المتميزة في ألمانيا؟
- تحالف جامعات برلين
- جامعة إبرهارد كارل في توبينغن
- معهد كارلسروة للتكنولوجيا
- جامعة لودفيغ ماكسيميليان في ميونيخ
- جامعة راين-فيستفالن التقنية RWTH في آخن
- جامعة فريدريش-فيلهيلم بون
- جامعة دريسدن للتكنولوجيا
- جامعة ميونيخ التقنية (TUM)
- جامعة هامبورغ
- جامعة هايدلبيرغ
- جامعة كونستانس
ما هي مجالات البحث التي تركز الحكومة الألمانية الاتحادية بشكل خاص على تمويلها؟
تهدف الحكومة الألمانية الاتحادية إلى تجميع مواردها بفعالية من خلال «استراتيجية أبحاث المستقبل». ولتحقيق هذه الغاية حددت مجالات مستقبلية رئيسية، منها:
- تقنيات حديثة لصناعة تنافسية ومحايدة مناخيًا
- نظام زراعي وغذائي مستدام
- سيادة تكنولوجية
- نظام رعاية صحية حديث ومقاوم للأزمات، يستغل الفرص التي توفرها الإجراءات الطبية والبيوتكنولوجية
لقاح كوفيد-19: مثال بارز على الدعم الحكومي
أحد الأمثلة البارزة على التمويل الحكومي الناجح هو تطوير أول لقاح من الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA) ضد فيروس كورونا من قبل شركة بيونتيك (Biontech)، ومقرها في مدينة ماينز، والتي يقوم مؤسساها أوزلم توريشي وأوغور شاهين أيضًا بالتدريس في جامعة ماينز. حيث موَّلت الدولة تطوير اللقاح هناك على نطاقٍ واسع وفي حالاتٍ أخرى بشكلٍ شامل.
تولّي الجامعات والمؤسسات البحثية الألمانية أهميةً كبرى لأن تكون ذات توجُّهٍ دوليّ. وفي سياق ما تُسمَّى مشروع بولونيا، وهو مشروع إصلاح الدراسة الأوروبية، تم تحويل المناهج الدراسية المتاحة ونظام شهادات التخرج في ألمانيا إلى حدٍ كبير إلى نيل درجتي البكالوريوس والماجستير المعترف بهما دوليًا. ويُقدَّم العديد من المسارات الدراسية، وخاصةً في برنامج الماجستير، بلغةٍ أجنبية، وخاصةً باللغة الإنكليزية.
لماذا تعتبر الجامعات الألمانية جذابة للطلاب الأجانب؟
لطالما اعتُبرت ألمانيا أكثر الدول غير الناطقة باللغة الإنكليزية استقطابًا للطلاب الأجانب. من أصل ثلاثة ملايين طالب تقريبا يأتي حوالي واحد من كل عشرة طلاب من خارج البلاد. وعلى عكس ما هي عيه الحال في العديد من الدول الأخرى، وباستثناء بعض الولايات الاتحادية مثل بادن-فورتمبيرغ، لا تُفرض رسوم دراسية في الجامعات الحكومية في ألمانيا، أو يتم فرض رسوم ضئيلة فقط. كما تُعتبر الجامعات والمؤسسات البحثية الألمانية جذابة للغاية للباحثين الأجانب: ففي أكبر أربع مؤسسات بحثية غير جامعية، على سبيل المثال، تبلغ نسبة الباحثين الأجانب حوالي 30 في المائة.
علوم منفتحة عالميا في ألمانيا
تهيمن التخصصات الهندسية (42%) والقانون والاقتصاد والعلوم الاجتماعية (25%) على اختيار المواد الدراسية.
يدرس في الخارج ما يقرب من 140000 طالب ألماني، تسعى غالبيتهم للحصول على شهادة تخرج من خارج البلاد.
يعمل في الجامعات الألمانية حوالي 65,500 موظف علمي وفني يحملون جنسية أجنبية، أي ما يعادل 15 بالمائة من إجمالي عدد العاملين.
الدول الأكثر أهمية التي يأتي منها الموظفون العلميون الدوليون هي الهند (9%) والصين وإيطاليا (7% لكل منهما).
التعاون مع شركاء دوليين
يلعب التواصل مع الشركاء الدوليين دورًا محوريًا في الجامعات الألمانية. ولذلك، فهي تعمل باستمرار على توسيع نطاق تعاونها الخارجي. تدعم ألمانيا الجامعات في هذا المسعى، على سبيل المثال، من خلال الهيئة الألمانية للتبادل العلمي (DAAD) ومؤسسة ألكسندر فون هومبولت، وذلك بتمويل من وزارة الخارجية الألمانية. تُعدّ برامج المنح الدراسية التي تدعم إقامات الطلاب والباحثين الأجانب محورية في سياسة ألمانيا الخارجية في مجال العلوم والتعليم العالي. علاوة على ذلك، تُعزز ألمانيا الشراكات الجامعية الدولية. وهناك أكثر من 37000 اتفاقية بين الجامعات الألمانية والمؤسسات الشريكة في أكثر من 150 دولة.