الأمان في ألمانيا
ألمانيا واحدةٌ من أكثر الدول أمانًا في العالم. وتشغل ألمانيا بانتظام مكانًا بين أعلى الدول تصنيفًا في مؤشر السلام العالمي، والذي يستخدم معايير مختلفة لتقييم مستوى الأمان في 163 دولةٍ حول العالم. ففي عام 2025، احتلتْ الجمهوريةُ الاتحادية المرتبةَ العشرين بين أعلى الدول، في منافسةٍ اتسمت بالتقارب الشديد. وبحسب إحصاءات الشرطة الجنائية، بلغ عدد الجرائم في ألمانيا 5,8 مليون جريمة عام 2024، وناهز مُعدَّلُ الكشف عن الجرائم نحو 58 في المائة.
وكما هي الحالُ في جميع البلدان، يتعين على سلطات التحقيق الألمانية مواجهة المخاطر المتزايدة للجرائم الإلكترونية «السيبرانية». كما تتطلَّب الجريمةُ العابرةُ للحدود -في الفضاء الافتراضي على وجه الخصوص- تعاونًا دوليًّا. من هذا المنطلق تتعاون ألمانيا مع عدة جهات، من بينها المركز الأوروبي للجرائم الإلكترونية في يوروبول.
من المسؤول عن عمل الشرطة في ألمانيا؟
من حيث المبدأ تتولى الولايات الاتحادية في النظام الاتحادي (الفدرالي) الألماني المسؤولية عن العمل الشُرَطي. إلا أن الدستور ينص على أن تتولى الجهات الاتحادية أيضا بعض المسؤوليات الخاصة. قوات الشرطة التابعة للجهات الاتحادية هي:
- الشرطة الاتحادية
- مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية(BKA).
الشرطة الاتحادية مسؤولة بشكل أساسي عن حماية الحدود، حيث تعمل بشكل رئيسي في محطات القطارات والمطارات. بينما يهتم مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بالعنف القائم على خلفيات سياسية ومحاربة الإرهاب. أيضا في هذه المجالات تعمل ألمانيا بالتعاون مع الأجهزة الأمنية في بلدان أخرى ومع منظمات دولية، مثل الشرطة الدولية إنتربول.
هل يشارك عناصر وضباط الشرطة الألمانية في مهمات دولية؟
ينخرط عناصر وضباط الشرطة الألمان، من الرجال والنساء أيضًا في مهمات في مناطق الأزمات والنزاعات، مثل أرمينيا والصومال. وغالبًا ما يكون ذلك بالنيابة عن الاتحاد الأوروبي أو الأمم المتحدة، حيث يقومون بتدريب قوات الأمن المحلية، وتعزيز سيادة القانون، ودعم حقوق الإنسان.
مشاركة ألمانيا في مهام الشرطة الدولية
تشمل هذه المهام نشر ضباط الشرطة (وكذلك الخبراء المدنيين) في مناطق الأزمات في جميع أنحاء العالم، على سبيل المثال، لتقديم المشورة أو التدريب أو المراقبة أو تنفيذ المهام التنفيذية في إطار تفويض الأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي.
مجموعة العمل على مستوى الولايات والجهات الاتحادية «مهمات الشرطة الدولية» (AG IPM) وبصفتها هيئة مستقلة تابعة لمؤتمر وزراء الداخلية (IMK) في الولايات تقوم بتنظيم هذه المهمات، بداية بالتحضير لها، مرورا بالتنفيذ العملي، وصولا إلى التقييم والنتائج.
يقدم مركز ZIF، الذي تأسس في عام 2002 ويعمل بتفويض من وزارة الخارجية الاتحادية، خبراء مدنيين لمهام السلام أو العمليات الإنسانية أو مراقبة الانتخابات.
تنشر ألمانيا قواتها في مناطق متعددة، منها منطقة الساحل، والقرن الأفريقي، والعراق، ودول مثل كوسوفو، ومولدافيا، وأرمينيا، وجورجيا، وأوكرانيا. وتهدف هذه المهمات، على سبيل المثال، إلى تعزيز قدرات أجهزة الأمن المحلية في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، بالإضافة إلى تطوير إدارة متكاملة للحدود، وشرطة مجتمعية.
في عام 2024 تم نشر 123 ضابط شرطة ألماني في بعثات خارجية تابعة للاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، بزيادة قدرها 24,2 في المائة عن العام السابق. وتعتزم الحكومة الألمانية الحفاظ على هذا الالتزام أو توسيعه.