مــشــاركــة مــتــنــوعــة

تحظى الأحزاب السياسية بموقع متميز في النظام السياسي لجمهورية ألمانيا الاتحادية. "تشارك الأحزاب السياسية في تشكيل الإرادة السياسية للشعب"، جاء في المادة 21 من الدستور الألماني. ويكون هذا مصحوبا بواجب الالتزام بالديمقراطية ضمن الأحزاب السياسية أيضا: حيث يتم اختيار القادة والهيئات والمرشحين (لخوض الانتخابات باسم الحزب) من خلال مؤتمرات حزبية يشارك فيها ممثلون عن القواعد الحزبية، وذلك بطريقة الاقتراع السري. ومن أجل دعم الديمقراطية ضمن الأحزاب عمدت هذه الأحزاب في الآونة الأخيرة إلى استطلاع رأي قواعدها مباشرة في بعض الموضوعات المهمة. استفتاء أعضاء حزب SPD حول اتفاقية تشكيل الائتلاف في 2018 كان له الدور الأهم في تشكيل الحكومة الألمانية الاتحادية مع CDU/CSU. وتبقى الأحزاب في جوهرها أشكالا من تعبير المجتمع، حتى عندما تخسر شيئا من قوة تماسكها وتمثيلها. خلف CDU/CSU وSPD يقف حوالي مليون عضوا، وبالمقارنة مع ما يقرب من 61,5 مليون إنسان يحق لهم الانتخاب، فإن هذه النسبة تصل إلى 1,7%. أيضا نسبة المشاركة في الانتخابات في تراجع مستمر. بينما جاءت نتائج الانتخابات في السبعينيات والثمانينيات اعتمادا على نسب مشاركة عالية (91,1% في 1972)، تمت انتخابات البوندستاغ الألماني في 2013 بنسبة مشاركة 71,5%، بينما وصلت في 2017 إلى 76,2%.
بالنسبة لجيل الشباب بشكل عام باتت إمكانات المشاركة في مجموعات مبادرات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية تتمتع بقوة جاذبية كبيرة. كما تزداد باستمرار أهمية وسائل التواصل الاجتماعي كمنتديات للتعبير والحوار والنشاط السياسي. وكذلك يشارك المواطنون بنسب عالية في المشروعات والنشاطات الديمقراطية المباشرة، كالاستفتاءات مثلا. وعلى صعيد الولايات والدوائر المحلية ازداد خلال السنوات الأخيرة التطبيق العملي لممارسة الديمقراطية المباشرة، وهو ما شجع على مزيد من المشاركة الشعبية.